بقلم// جهاد أيوب
بوقار الهدوء، وحزن العشق، وشوق لحبيب رسم مجداً للوطن انطلقت منذ قليل الزميلة منار صباغ بحلقة خاصة عنونت "السيد" من على شاشة قناة "المنار"، وذلك بمناسبة عروج الشهداء في حرب خاضها الشرفاء ضد شياطين الأرض...والحلقة ثرية وصعبة ووجدانية، حلقة يعيش فيها فضولنا لنجد السيد يرسمها...الحلقة محورها السيد حسن عبد الكريم نصرالله، وبما احتوت من تفاصيل مهمة وجادة كانت هي الكون...
مقدمة صغيرة على عكس عادتها الزميلة منار، وسارت على هذا المنوال الناجح في تقديم كل فقراتها، والتي انطلقت بعرض مقتنيات السيد الخاصة، ومن ثم لحظة استشهاده، ومشاهد من تشييع الشهيدين،
ومقتطفات من رسالة شخصية كتبها السيد في عام 2009 موجهة إلى مجلس الشورى في الحزب حينما بلغ الخمسين ولم يستشهد!
رسالة مؤثرة تدل على شفافية الشهيد المقدس..
ومن ثم مرت الحلقة على شهداء سقطوا معه صعوداً إلى الرحمن بذكاء، وحكاية ظله "جهاد ونبيل"، وللسر تعريف أكبر من لغة ...انهما ظله فاستشهدا معه.
وبدأنا نسمع حكايات من السيد عن طفولته في برج حمود، إلى رجل دين والنجف واللقاء مع السيد حبيبه وعشقه الشهيد عباس الموسوي...إنه البار حسن عبد الكريم نصراالله، وما اروع استرجاع الصور المدرسية وهويته وطفولته وحوزته وشبابه.. ومن ثم السيد يتحدث عن ولادته قرب الكرنتينا - شارع شرشبيل، وانتهى بمدرسة وخط موسى الصدر وعمره 9 سنوات، حفظ خطب السيد موسى ورددها غيباً.
صباح يوم الاربعاء من سنة 1993عملية واسعة في النبطية وجزين أشرف السيد على هذه العملية الكبرى...و ذات دمعة استشهد السيد عباس الموسوي وبكاء السيد حسن والعلاقة بينهما.
زيارة جده ومشاهدته للفقر الذي يعيش فيه حفيده...طرح هكذا سردية للتعرف على معاناة القادة...
والسيد زار كل بلاد ومساجد بعلبك والهرمل، وحدث استشهاد ولده هادي،
ورسالة الشيخ العلامة حسن طراد الذي كتب له "احسنت يا حسن الصفات".
منزله أقل من عادي، لحظتها وقف أمام زوجته في 23 أيلول من عام 2024 قائلاً لها: "هذه المرة الأخيرة لي، وقد لا أعود ولا نلتقي..." ...وخرج من منزله، ولم يعد إليه، لكنه دخل كل القلوب وكل الفكر الأممي...ومن ثم رسالة من الأمين الشيخ إلى عائلة الأمين السيد معزياً "كان اخاً وقائداً وحبيباً"...
الحلقة برعت في رسم ملامح القائد الفتى الفقير، والمجتهد، والشريف، والمقاوم، والشهيد...هي سيرة ذهبية عن من قال: "إنها أهون من بيت العنكبوت" لتختم الحكاية ببداية لن تعرف الأفول...
ختم السيد حسن الحلقة الكون بكلامه عن استشهاده، لتصحبها الزميلة منار بتنهيدة مجروحة خرجت من نظراتها وروحها وانفاسها الصافية الصادقة...إلى اللقاء...
حلقة ثرية وفيها ما يبحث عنه كل محب...إنها كتاب في فكرة متعبة، قدمت بذكاء، غابت الثرثرة وحضرت المعلومة والصورة البلورية...لقد تمكنت منار من أن تجعل السيد الشهيد المقدس أن يعيش معنا لساعة ليتها لم تنتهي...
برافو منار صباغ على الفكرة الإعداد وعلى هكذا توضيب ومونتاج وإخراج...ومعلومات تعتبر بنك الذكريات الذهبية...